نثر على شعر " الحقيقه " لرشا حمزه ..ابو الحب وزياد ابو لطيف
كاتب الموضوع
رسالة
أبو الحب Admin
المساهمات : 474 تاريخ التسجيل : 10/11/2009
موضوع: نثر على شعر " الحقيقه " لرشا حمزه ..ابو الحب وزياد ابو لطيف الإثنين 11 يناير 2010 - 13:56
من بقايا العمر!!؟؟ أم من يقايا الماضي !؟. أم من بقايا ما تنتظره النفوس في دورة الزمان ؟؟ انه دونما شك = بعض من فتات =..
شيءٌ ، هو من قلق متوارث يضطرد كلما تقدمت السنون في مسارها و هي التي تأكل منا، و ما يبقى فهو بقايا فتات..، ربما ..
بوح في المكنون
لعل شاعرتنا الحاذقة اللماحة رشا حمزة أرادت أن تكمل قصتها من على مفترق من العمر و كأنها أرادت أن تبوح بالمكنون من على حافة المجهول . إنها جدلية العمر في الدورة اللامتناهية للحياة الى ما شاء الله ..فنحن نؤمن ب (علم الغيب) الذي لا يعلمه سوى الخالق عز و علا.. الدقائق و الثواني و الساعات كذلك و الليالي ما هي إلا سجل يؤرخ حياة المرء منذ ما قبل الولادة و يستمر الى ما بعد الموت ، إلا انه يحاول مغافلة الحقيقة ، و هي التي يكرهها صنف " بني آدم " علمتني الحقيقة أن أكرهها فما استطعت .. = اعلموا الحق ، و الحق يحرركم = كما قال السيد المسيح ..جاء في الكتب
في هذه القصيدة الفلسفية اتجهت شاعرة المُطـْلَق رشا حمزة كعادتها في بعض أدبياتها المتنوعة الى المفاهيم الدينية المتفق عليها من الجميع ، و لكن من باب جديد دخلته بمهارة العارفة بالله فكان الموضوع :
الثوابت و المتغيرات..(التحرك)
فقالت في مطلع جميل جداً :
واستراحت في ضميري ترنيمات من فتات ! ثابتات في تحرك والتحرك في ثبات ! كالليالي والثواني والدقائق والساعات
تأتى (و استراحت) هنا في أول القصيدة و كأنها امتداد أو تتمة لما سبق من حدس و تفكير أو حديث مع النفس أو الناس ، وأول الثوابت هو = الإيمان المطلق = حيث يستريح الضمير ، و أما المتغيرات في الحياة فهي كثيرة و قد شبهتها بالساعات و الدقائق و الثواني التي تتغير .. و كذلك الحياة في دورتها الطبيعية ..و منها ما كان سابقاً من كماليات اصبح اليوم ضروريات إذا اتجهنا = مادياً = و هو اتجاه مغلوط .لأن القصيدة إيمانية أخلاقية ..إنسانية روحانية بعيدة عن الماديات ..
و نتابع القراءة ..
فالحقيقة هي ترنيمة الوجود ، لا تقبل الزيف و لا يختلط زيتها بالماء ، عجباً إنها فيزياء في طبيعة الأشياء و الإنسان ، لروح. فقالت أنها ( و استراحت في جنان زاهرات ) .
واستراحت ترنيمات رافضات ! للحقيقة من ثياب عاريات فالحقيقة في عفافَ كالنساء الغافلات !
ثم أكملت ،
واستراحت في ربوع من جنان زاهرات !
فإذا كان رجاء الروح أن تستريح في جنة الإيمان كما فعل الخلق فيها ، فكيف لها أن تندم (إذا حرمت من نار المعصية ) أوليس في ذلك نعمة لها من خالقها أن النار حرمت منها ..؟ و هي التي في صمتها سر البقاء و اكسير الحياة ، و الأمان الذي يمنحها إياه فعل الإيمان كالزيت المقدس الذي يعطيها بريق النور .و كان ذلك بقولها كما نعتقد
حرمت لذع النيران تعصي أمعاء الثيران تشعل الصمت بريقاً من فوانيس الأمان تمنح الفجر ضياء كالزيت في جوف النيران
ثم ، تبدو بقايا الفتات عنصراً من عناصر الفناء الذي يكتب نهاياته في استراحة جميلة و قد شبهت خشعة الطيور بخشعة المؤمنة في صلاتها إبان العتمة ، ألم يكن الأجدى أن نقول أنها ( استراحت خوفاً من أن تخرج عن السراط ) إذا ما لامست أخطار الاعوجاج و الخروج عن إيمانها و معتقدها.فقالت :
واستراحت كالطيور الخاشعات كالصلاة في ليال عاتمات فاستراحت فوق أخطار الصراط فاستراحت..واستراحت في ربوع زاهرات
إنها أحجية إيمانية ( يعتقد البعض) و لكنها تدخل القارئ في جدلية صراع الروح في دورة الحياة من على مشارف الموت .. و يبقى الإيمان خير ما تلجا النفوس إليه في خضم الصراع اللامتناهي..إنها جدلية الدين و الحياة..
في نص القصيدة و النغمات:
نلاحظ بشفافية و حرفة أن القصيدة في نصها موزونة على نغمات متناسقة ، جاءت فيها الامتدادات من بدايتها ( و (استرا......) ثم تسكين .(.حتْ ) في البداية ، ثم و لو جاءت في بداية الشطر كما ورد بعد المطلع ( اللازمة) فيبقى المد ثم التسكين ظاهراً ، ثم في حرفي ( ات) اللفظية حيث ( المَد ) في كلمات نهاية كل شطر (خاشعات ، عاتمات و زاهرات الخ) كعنصر موسيقي مهم جداً ، يستند الى إيقاعات متتالية على رتم أنيق ، مرقومة بإتقان في لحن = نشيد = و من يملك و لو القليل من فطرة موسيقية ، يستطيع اكتشاف ذلك بسهولة .
قصيدة ، هي خلاصة الخلاصة .. و هذا هو الشعر ..
نثر على شعر " الحقيقه " لرشا حمزه ..ابو الحب وزياد ابو لطيف