ماذا سأكتبُ والمنايا ترْمِنِي وتجوسُ في طللي ، وفوقَ سناني وتحيلُ أعوامي وصفوةَ أنجمي كوماً من الأوجاعِ في ألحاني
يا رب إني قد سئمتُ مرارتي وسئمتُ من فرطِ الأسى عنواني فارحم عذابي إنَّني متشوِّقٌ وجهَ الكريمِ وصحبتي وجناني . ========= و من الصومعة :
عسى الهباش في تأمل..
بداية و قبل أي شيء ، من واجبنا .. ..!! مضت أيام و اسم لامع على صفحات المنبر يبدو و كأنه مستتراً في مكان ما ، فعساه في تأمل.، نرجو أن يكون المانع خيراً و بأمل و صدق ننتظر بزوغاً جديداً من شفيف تأمل الفكر و لو كان في مدارات الكون.. عمر الهباش ، شاعرنا ، الأخ و الصديق ، افتقدنا إطلالاتك في الأيام القليلة الماضية ، أملنا بلقاء قريب. رعاك الله.. ..
****** نحيب الشوق..
نثر على الشعر..
لم نشأ تحليل القصيدة كما جرت عادتنا، فقد أردنا جديداً في المنبر ، فكان النثر على الشعر، في قطعة أدبية ، تناولنا فيها قصيدة شعر.. و لا اجمل..
الإنسان = لعبة الدنيا = !!
هي الدنيا ، تارة ترفعنا، و تارة تهوي بنا ، فننتشي فرحاً في الارتفاع و ننتحب ألماً في الانخفاض. و هو الإنسان = لعبة الدنيا = تسلى بانفعالاته و شجونه ، تخور قواه في ضعفه ، و يتوهم القوة في عليائه، و شاعرنا يكتب هواجسه و خاطره في أدق لحظات الأسى حين وجد نفسه تائها في بحر الدنيا الفسيح ، فتناول قلمه و خط سطوراً راقية تعبر عن ضعف هذا المخلوق الإنساني و يأسه عندما تتولى عليه النوائب ، فلا يرى من بد سوى توقه للقاء خالقه ، عله يستريح من قسوة الدنيا الى ملاذ الخالق الأمين.
أما الشاعر عبد الهادي القادود .. كأنه يسحب ألمه من ظلامات الليل ، و هو الذي شحبت الدنيا أمام ناظريه ، متشائم !!؟ كيف ..!!؟ و هو الهادئ في محيطه الفكري، يملاْ من مخزون القهر و عذابات الأيام جراره المستكينة ، و كأنه يشهد على حقبات العمر من على أعتاب التجارب المريرة في سنوات عجاف تحت متواليات القهر المستمر.. أماله ثكلى ..!! و أمنياته ترملت في عروق القلب و لا ريب ، و قد سقاه الهوى مر التجارب .. انه اللاجئ في مدارات الهوى ، لم تسعفه الدموع على النسيان ، و لم تمنحه سحابات الأمل أي وميض ، انه المسافر كما بني البشر في رحلة لا يعرف متى تكون لحظة التوقف.. انه الإنسان النقي ، يصارع الزمن ، و يقارض الثواني على عبث من إمكانية الانتصار . هو ليس الوحيد بين أبناء الأرض من الذين حاولوا سباق الزمن فلم يوفقوا ، و كيف بالانتصار يتحقق و سيف الوقت يقطع أستار الليل بسرعة البرق..!!؟
شاعر ..!! تكسره الأوجاع و تستبيح خياله صروف الدهر و متقلبات الأيام ، فكيف لشاعر يجف مداده ، و هو الذي يصنع كلمته من حبر المعاناة و يفيض وجدانه من عمق المأساة . و كيف يسأل من كان الشعر ملكته و مملكته ؟ ماذا سيكتب و عمّا سيبحث في هذا الخضم الهائل من التجارب .!!؟ ولماذ اليأس و قد حفل تاريخ الأقدمين و الأولين بأعظم الأمثلة عن الكبار الذين لمعت نجوميتهم في عتمات الدُجى فاعتصروا أفكارهم من رحيق المآسي حيث ندر لهم رحيق الأزاهير..!! ربما مناجاة في النهاية ممزوجة بكثير من الألم ، و لربما هي فعل الزمن على مشارف النهايات ، عساها لا تكون فعل العجز و الوهن الذي كما يبدو أطبق بقوة على منافذ الأمل و الرجاء..
***** إنها مادة للنقاش الأدبي ، فتفضلوا مشكورين.
===== مشتركة :أبو الحب ، زياد أبو لطيف و حافظ التقي..
نثر على شعر القادود ... بقلم ابو الحب وشعراء الصومعه