أبو الحب Admin
المساهمات : 474 تاريخ التسجيل : 10/11/2009
| موضوع: في مضافة عمر الهباش ...بقلم ابو الحب وشعراء الصومعة الإثنين 4 يناير 2010 - 0:09 | |
| و [b
هكذا يا خال ، بعد غياب ما أردناه ، اجتمع
الصحب في مضافة الشاعر عمر الهباش ، و لكل غياب أسباب، فكانت الصومعة تحن لأهلها ، حنين الأم في غياب الأبناء.، تنتظر عودتهم.، متجملة بالصبر و لو كان على جمر الانتظار ، و كم هو صعب غياب الحركة الفكرية..!ّ!؟ صحيح الخيارات أمامنا متعددة ، و الاحتمالات الممكنة ( ما ينشر يومياً ) و التي قد تكون ممكنة نجدها يومياً في قصائد الأحباء في = دنيا الوطن = ، و كنا مباشرة أمام خيارين.، أين نحل و في أي ديوان..، و المرابع كثيرة ، حيث أننا عمدنا الى بعض التحليل البسيط في التعقيبات على قصائد عديدة و ليس كلها ، ففي رمضان تسمو الروح و يترهل الجسم و العزيمة تخف، خاصة أننا نصوم 17 ساعة يومياً في ادمنتون الآن، و مع فريضة الصلوات الخمس صلاة التراويح و التلاوة المباركة..، و هذا هو الأهم ، و السؤال: أي فكر يستطيع العمل و المعدة خاوية، و كما قلنا في تعقيب على صفحة الأخت رشا = الجائع يحلم بالرغيف = ..
وقع الاختيار على قصيدة الشاعر عمر الهباش = لا غيرك الله أشكو..= و ارتأينا أن تكون بعدها قصيدة عميدنا الشاعر "أبو شهاب "، بعد اتصال بفضيلة الإمام و هو عالم أزهري ليكون معنا للاستئناس بالرأي نسبة لقضايا وردت في النص عما يحصل هذه الأيام. . . اختار القصيدة هايل اشتاي ، الصياغة و التدوين أبو الحب و زياد أبو لطيف، و عقاباً لهم على تقاعسهم في تحضير الافطارات لن نقول : أن وسيم جبر و مالك شعبان و أيوب أبو لطيف و نزار نصير شاركوا في الحوار و التحليل....!!؟ على كل بدأت دورة العمل الفكري بطيئة كلما تيسر الوقت في شهر رمضان المبارك...
القصيدة..
مناجاة هي ، ملأتها اللوعة و الحسرة ، و أذكت فيها صعاب الزمان ناراً لا تخبو..لأن عمر الهباش مثل ملايين هذه الأمة من الشرفاء، الذين تستيقظ في ضمائرهم القضية الأم ، قضية فلسطين. هذه الشكوى تبدو في ثناياها مخضبة بالنجوى، مغمسة بالحنين الى أرض القداسة و أولى القبلتين هناك، حيث تخلى حكامنا عن التزامهم و كرامتهم ، و أداروا عنها وجوههم ، و دفنوا كالنعامة رؤوسهم بالرمال، و أغمضوا عيونهم عن مرأى عذاباتها و قهر اهلها على أيدي الغاصبين ، أما الاقتتال الأهلي فحدث أخ النكبة و لا حرج.فهو أسوأ من الاحتلال ...
فمن اين نأتيك بالأخبار السارة يا عمر ..؟ نحن تحت خمس احتلالات : اليهود في فلسطين، تركيا في الاسكندرونه، ايران في الحوار و الجزر العربية الثلاث، اسبانيا في سبته و مليله., و الخامس اميركا في العراق.. فها هناك احتلال بشع و احتلال جميل؟
لا غيــركَ اللـــه أشكــــــــــــو
بدأ عمر القصيدة بشكوى لصاحب العزة ( الشكوى لغير الله مذلة) ، و بين الشكوى و الدعاء ملامسة عاطفية صادقة من معاناة استمرت عقوداً ستة و لا تزال.، فكان النداء النازف من موطن الجرح اجمل تعبير عن عندما تساوى بدمع العين و رافقه .(إن العين لتدمع) ، طالباً من الوطن الجريح رأفة بدمعه و نزف كبده ، فاوضح:
لا غيرك الله أشكو علـــَّة َ الجســـــــــد ِ أنت المجيبُ دعائي الواحدُ الأحَــــــــد ِ
يا موطن الجرح إنّ العينَ بـــاكيـــــــة ارأف ْ بحــــــالي وداوي الرّوح بالجَلَدِ
كان الأجدى أن لا ندع اليأس يصل بنا الى ما نحن عليه ، إلا أن الشاعر استطاع وصفاً في مقاربة الحالة فجاءت موفقة ، حيث أطلق نداء الأرض ، ثم نلمح توبيخاً للمتقاعسين و للمهرولين وراء سراب الوعود ، بتورية جميلة جداً ، و كلمات خفيفة الوطأة ( لا من مجيب يداويها بلا سند ) ثم يذكر أيام العز ذاكراً الشمس (شعار الحرية) ، و لا الربيع أزهر ، و لا جاء معه بالدفء .فحز في نفسه الأمر، بالقول:
هذي الرُّبوع َتنادي مَنْ يسانـِدُهَــــــــا لا من مجيبَ يداويها بلا سنـــــــــــــد ِ
أيّام عصفٍ مضتْ والشَّمسُ ما عبرتْ ولا الرَّبيع سعى بالدِّفء ِفـــــــي الجسد ِ
( لا يكشف الأعرج سوى طول الطريق.) ، و مهما هام بنا السبيل ، و ابتعد النجم و ادلهم الليل ، و كابدنا الكمد ، لازلنا على أمل ، كيف ، السنا " شعب الرباط ؟"..؟
هام السبيل بنا والنجم قد بعــــــــــــدا لا ضوء يهدى الورى والكلّ في كـَمَـد ِ
من الخليج إلى تطــــــــــوانَ في وسن ٍ الجمع بات غريبا دونمــــــا بلــــــــــد ِ
بلاد العرب أوطاني / من الشام لبغداني و من نجد الى يمنِ/ الى مصر فتطـوانِ
هذا النشيد الذي حفروه في عقولنا منذ الصغر ، و انشدناه دون تبصر في أول شطر منه ، فقد وردت كلمة( اوطاني ) بدل "وطني" ، فهل كان تعميم و تحبيذ لفكرة شرذمة الأمة العربية و تشتيتها في = دويلات مسخ مهما كبرت= ، أم كان مخطط تفتيتي توطئة لسلب القلب ( فلسطين) من الجسد العربي و تقطيعه الى " محميات" و إقليميات ، أم أن عقولنا كانت ضحايا القافية ؟ . هنا تحضرنا تلك الحادثة التاريخية : أحد الولاة أراد أن يفهم القاضي في قم و كان من كبار الشعراء ، انه شاعر من خلال إصدار الأمر إليه شعراً في قضية ما، فكتب أول شطر من القصيدة قائلاً : أيها القاضي بقم . ثم توقف و لم يجد ما يكمل به القصيدة و قد عصته القافية (و هي من "القوافي الجن" في الشعر أي القوافي الصعبة) ، أضاف : أيها القاضي بقم قد عزلناك فقم..!!!!! وصلت الرسالة و قرأها القاضي فقال: لقد ذهبت ضحية القافية. فهل نحن مثله. ثم نكمل مع عمر:
أين الأ ُلى ذهبوا بالســـَّيفِ والقـَـــــلـَم ِ؟ تاهوا هناك وضـــــــــــــاع الكلُّ للأبد ِ
ما للسِّنين بلا خِـــــــلٍّ يجالسنـــــــــــا في رحلة القهرِ والهجـــــــــران ِوالنَّكد ِ
في هذا المقطع الآتي عتاب و لوم و دعوة في اتجاه ، و دعوة ، في اتجاه الذين ارتحلوا تاركين هم القضية على مناكب الأجيال الحاضرة الآن و ما بعدها ، و هنا نرى أن الشاعر لم يقصد الناس العاديين من مهجرين و لاجئين، بل انه يقصد (أولى الأمر ) الذي ارتحلوا عن القضية ، أي الذين هربوا من المسؤولية.و لا من يواسي ، فقال:
غاب الوجود وغاب الأنس في وطنـي أمطارُ موتٍ هَمَتْ في العمـــر ِ بالبَرَد
أشتات عمر بعتم يعبـــــــــــرُ الأملا من الجدود إلى الأحفاد للــــــــــــــولد ِ
ليس من يواسي و لا من يُـذْكَر و مستذكر في مراحل الصراع ، إنها دعوة لعدم نسيان التاريخ ، و دعوة ملحة لاعادة قراءته.
هنا ، في الآتي دمعة ذرفها الشاعر على الأطلال ، و نداء عاطفي ، إنساني ، وطني لفلسطين الحبيبة و السليبة ، و هي دائما و أبداً ستبقى الجرح النازف في الجسد العربي، و لو طال الصراع ألف عام و عام..، و لو كنا سنصدق أن القضية انتهت رغم النكبات و "الفركشات " و الحروب الداخلية ، لما كنا نشاهد تساقط الشهداء يومياً . يا بهجة ً غادرت ْ ربعي بآهتهـــــــــا الوعدُ مرَّ جُفَاءً كان كالزّبــَــــــــــــد ِ
يا عودة لظلال الرّوح ما رقــــــــدتْ تسعى بنا حيّةٌ في الصّدر في الخـَلـــَد ِ
آه ٍفلسطين يا أرضــي ويا أملــــــــي أنت الدِّماء َونبضي أنت في الكبــــــد ِ
و أخيرا، عمر الهباش بعد تجوال مؤلم ، موجع في القضية و جوهر الصراع ،( صراع الوجود لا صراع حدود ) حط رحاله في القدس ، فالقدس غاية الغايات و مهد الديانات و أرض الأقصى الشريف ، نقطة البداية و النهاية، و عنوان القضية المركزية، فأين = منظمة المؤتمر الإسلامي!!؟=
يا قدس يا أدمعا في العين سابحـــــــة ٌ هاتي ألامس أرض الطّهر للأبـــَــــــد ِ
قد سلــَّموكِ إلى الجلاد وارتحلـــــــوا وأوصدوا الفجرَ ظلما كنتِ ترتعــــدي
من المؤلم جداً ، بل المفجع أن يكون أحد الملوك = رئيس لجنة القدس = و كان معترف بإسرائيل و يقيم معها أوسع العلاقات السياسية و الاقتصادية و الأمنية ، حتى أن كبار الكبار من موظفي قصره يحملون الجنسيتين ، جنسية الإقليم و الجنسية الإسرائيلية، فكيف ينقذ القدس .!!؟
لا قوّة ً وَعَدَوا لا خيـل قد جمعــــــــوا صبَّوا دموعا من النسيان يا وَلـــــَدَي
وَهْمَا أتوا نصرةً هبـُّوا بــــلا وجــــل ِ ما ساندوا الحقَّ لا نصرا أتى بـَــلـَدي
أحلام وهمٍ نظرنا صوب أمَّتنـــــــــــا لا من حلول تداوي الجرح للجســــــد
عتاب جريح و اليم ، و خاتمة محزنة لطالما طيفها لا يفارق مخيلة الشرفاء..، و أن سألتم عن الشرفاء ، فهم أولئك الذي يرابطون و لا يتهربون .. انهم جنود الله في الأرض.
ملاحظة: الأخ عمر وردت كلمة (الجسد ) ثلاث مرات كقافية في القصيدة و كان بإمكانك من مراجعة بسيطة قبل النشر تحاشي الأمر ، فالقافية هذه كما تعلم يا رعاك الله ليست محدودة.. شكرا لك من إخوانك في الصومعة و نأمل أن تستمر في العطاء و الجود . كل عام و انتم بخير ..
* القادمة قصيدة الشاعر أبو شهاب[/b] | |
|