أبو الحب Admin
المساهمات : 474 تاريخ التسجيل : 10/11/2009
| موضوع: قراءة في قصيدة (أتلومني !!) لدنيا كمالي، ابو الحب و نزار نصير الأربعاء 2 نوفمبر 2011 - 0:42 | |
| [b] [size=1
]ليس من السهل ابداً ان نأخذ من قصيدة ( أتلومني !!) للشاعرة دنيا كمالي " شطر أو سطر" أو أن نكتب التعليق باختيار عبارة او اجتزاء فقرة من القصيدة أو اختزالها بكلمات منها ، فهذه القصيدة تؤخذ كلها او تترك. لأننا أمام حالة شعرية شعورية لا يصلح فيها الاجتزاء و لا الاختزال. أتخيل دنيا تسافر في " قصيدة الروح" حتى تغرق في ينابيعها، تبحث عنه في كلمات الحب حتى تبرِّد شوقها اليه ، تزرع صوتها في أرضه القحل حتى تخدِّر حزنها و الشوق، ربما، و ربما تزخرف دموعها بتمرد حتى لا تستسلم لليأس، ترسم دربها في مرجوحة الأحلام حتى لو طالت غربته ، و تضمِّد زمنها المثقل بضباب الغياب حتى يرتوي قلبها ،. فتأتي عاتبة ، متسائلة
أتلومني...على أنني في هواك أذوب، وقد خاض قلبي من أجلك كل الحروب فسلب العقل مني وحدَّ من نشاطه الدؤوب؟!
في حالة ذوب الحب المصفى ، تبدو و كانها ارادت البدء بقصيدتها من المتن و لو وضعته كمطلع او مقدمه ، فبدت في مطلعها وكانها في تتمة لتفكير أو في الحاق بحديث ، يقود المتلقي الى المتابعة دون ان يشعر و كأنه هو المُخّاطب و هذه حالة نادرة في الشعر ، حيث صورت هواجس النفس القلقة المقلقة حروب . فتكون النتيجة حالة من حالات نعرفها أو سمعنا بها أدت الى الاحباط . فيما حالة نفسية تشل العقل او تمنعه من رؤية الجانب الآخر الايجابي في احيان كثيرة ، تدفع الانسان الى فعل بلا رجاء. " فلا ينوب عنه أحد ". و تتابع التساؤل و الافاضة في الشرح ملامة و عتاب ، فتقول :
أتلومني...بعدما جعلتني لا أرى في الدنيا من عنك يمكن أن ينوب؟! وترى أن هيامي قد كان تهورا مني حتى أنك صرت تعدّه ضمن قائمة الذنوب!!
تستمر في المناجاة ، الالم و الشكوى المَلامَة ، فتصور المشهد بابهى صور العشق الذي مر به مشاهير الغرام ، و تمعن في التساؤل أكان هيامها تهوراً فيحسبه من "قائمة الذنوب "، و هو في الحقيقة جذوة عاطفة تأصلت في النفس و لا حرج في ذلك ، و نرى بين سطور الفقرة هذه و ربما في تورية احسبها تقول: ولكن... كيف أرتوي؟ قل لي بربِّك كيف أرتوي؟ كيف أرتوي من روحٍ مكللةٍ بالعشق..؟ كيف أرتوي من أنشودة السكون و رياح البعد و الجفاء. ؟ أرتجف من شتائي.و في صيفي..
أجرم أن توَّجك الفؤاد رغما عني أميره المحبوب؟! وما هو إلا حب عفيف ليس فيه أبدا ما يشوب نما كعصفور صغير وراح الفضاء الواسع يجوب!!
الملموس و المحسوس
ماكان الحب العفيف الشريف جرماً و لا جريمة يا زميلة القلم ، فالحب كما قلت سابقاً لك هو من النوع الغير ملموس و لكنه محسوس فلا تدركه العقول ، يطير على أجنحة طيف لا علاقة للأداة بها ، و من العصفور براءة تأخذ دنيا ، فاذا بالفضاء الرحب تهيم . اتخيلها تقول له : أريد أن أعود طفلة، أريد أن أطير كالفراشة في الهواء الطلق ...
أتلومني... وتقول أن الظروف أقوى ، فلا تستطيع كسر الحواجز ومقاومة الرياح اللعوب، بعدما لم أعد أدري أي سحر هذا الذي شلّ تفكيري وحوّل كبريائي من غالب إلى مغلوب، بعدما... أصبحتَ... في دنياي اللحن الطروب!!
و اي رياح تلك اذ يراها لعوب، و هل الحب كان هرجا من اللغو ؟ و اي ظروف تلك التي يقول أنها تمنع التلاقي فلا نراه امتلك الارادة و التصميم ربما، و ربما لحالة أخرى تعترضه نتطرق اليها فيما بعد ، و لا ندري اذا كان "السحر" يلعب دوراً في ايامنا هذه المليئة بالشياطين الآدميين ، او حتى اذا وجد السحر بعد عصور من الاختفاء.، فالذي شل التفكير تأتى من سيطرة جانب معين على العقل فصار بلا مرونة و لم تفكر بالوجه الآخر . فليس هنا اي مس بالكبرياء و الكرامة (اذا اصبح في دنياها اللحن الطروب). و تنتقل الى التمني فتتدرج في القول:
ليتني لم أذق طعم الغرام حين التقيتك، صدفة ، بإحدى الدروب لأن الأقدار أمطرتني بسيل من سهام
و متى بدأت النوازع من تأثير صدفة أو فجاءة فلا بد انها تترك اثرها في النفس ، فيكون الحاصل بين الأثر و التأثير اقوى من سهام كيوبيد التي تدمي القلب و تؤلم الوجدان ، و الوجدان في اصدق تعريف "هو الوازع الداخلي في الانسان". فهل امتلك الوجدان ؟ سنرى لاحقاً هي ، في القصيدة عيون متعبة وحائرة وجاحظة وبالغة التحديق في المستقبل، أو هي عيون مغمضة تحاول أن تستشف من وراء عتمتها المقيمة حلماً أو رؤيا أو سبيلاً إلى الطمأنينة . ليس ثمة سكون في القصيدة أو إيحاء بالسكون، بل هو الحراك العاصف ينبع من داخل البشر، و نرى الاصرار "على حبها له" وأني عن هواك لا وألف لا حتى بعد الفناء...لن أتوب!!
هنا ادراك ما لا يدرك ( بعد الفناء) فلم يعد أحد من الأبدية الى الفانية بعد .!! و هنا السؤال الملح من قلب لجوج ملحاح ، فيما الحب على طفاح . و مع الذكريات ( وآآآهٍ... كم كانت سكوب!!) ثم تبوح:
وآآآهٍ... كم كانت سكوب!! لكن،إذا كان الوصال بيننا مستحيلا.... لأنه.....ربما.... كان غير مكتوب، تأكد أن شمس هواي لن تميل أبدا للغروب وأنها... مهما اشتدَّت لن تُعرِّضه أبدا للنضوب وأني عن هواك لا وألف لا حتى بعد الفناء...لن أتوب!!
"عله يبقى ترفاً ! " تعود الى القضاء و القدر ، "القسمة و النصيب " كما نقول في هكذا حالات ، و نضع المسؤولية على القدر فتدرك ما لم تدركه من قبل لتؤكد ان "شمس هواها عصية على الغروب ، أما الحب " عله يبقى ترفاً " و في صياغة أخرى نتخيلها تفصح : يا قمري المطلّ على سمائي... اغزلْ خيوط هيامي، رافقني في روعة اللهفة... يا حبيب العمر... ظلِّلْ عمري بنسيج حبِّك، فأنا لا زلت طفلة تحبو في فلكك الساحر، أنا أرض نازفة تبحث عن سورة حبِّك الصافي، أنا شمس حادَّة تبحث عن حياةٍ تمتهن الحب...
حالة أخرى و التفكير الأمنياتي
حالة أخرى نتخيلها الآن و نوقشت مطولاً بيننا خاصة أننا قرأنا وجهة نظر واحدة (قصيدة دنيا) و لا ندري ماذا يقول الطرف الآخر، و لكننا نرى ان الحب مهما عصف في قلب طرف من الطرفين ، فانه قد يجد في الطرف الآخر عاطفة مختلفة و لغاية مختلفة و هي حب الصداقة حيث تكون المشاعر محددة و الغاية صداقة بريئة ، خاصة اذا وجد الموانع و العوائق و هي متنوعة و متعددة و لا تنحصر في وضع معين شخصي او ثنائي و سببت البعد أكانت عاطفية او شخصية ، و هذا لا يعني ان الطرف الآخر جاني او غير مقدر للعاطفة الجياشة و في هذه الحالة فهو شهم لأنه لم يتلاعب بالعواطف على سبيل حسن الظن و ليس سوء الظن.و سوء الظن ليس من الفطن دائماً و أملنا الا تبقى دنيا متعلقة بـ "التفكير الامنياتي". الذي نغرق فيه جميعاً في كثير من الحالات. اطلنا في القراءة لأننا اعتقدنا ان اي اجتزاء او اختزال اساءة بالغة للقصيدة . غاب الشباب في رحلات صيد الغزلان ، و تركوا لي " الشيطان" ليرافقني برحلة فكر مع الزميلة دنيا شكراً لصبركم علينا ..[/[/size]b] | |
|