موضوع: نافذه على زهور ابو الحب ..بقلم غبد الهادي القادود الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 13:48
لم يكن الأديب عاصم شعبان " أبو الحب " حالة عابرة في شاطىء الأدب ، بل كان محارة في قاعه، ينفرد بسبك وصياغة الجديد الفريد من روائع النشيد .. كيف لا وقد انصهر مع الجمال كذرة من ذراته في جمله ومفرداته ، بل استطاع بتبر أنامله أن ينسج من سهل حروفنا ما يبهر الألباب، في ثياب وألوان مختلفة ، ما يشي عن قدرة عالية في التوظيف، والتصفيف ، والمزج المتجانس برؤية فنية عالية ، وقدرة ، ومقدرة مدهشة في بناء اللوحة الفنية ضمن إطار شاعري يتسع لكل علامات وحالات النفس والرؤية من مخاض الفكرة ، حتى بناء العبرة والصورة المتناغمة مع وجع الذات، وتجليات الروح في صروح من السهل الممتنع، ما يجعل المثقف يقطف من أغصان نصوصه أعذب الثمار، في مزار روحاني صوفي لا ملل فيه ،في جو وفضاء من أصداء الحروف يبهر الأذهان وينعش الأبدان... في صولجان فني نفيس متماسك البنيان عميق البيان يرحل بنا على راحاته ومفرداته لنعانق النجوم ونغازل الغيوم .. نعم لقد كان ولا زال هذا الألماس الفريد ماء الشعر في جسد الزهر ،يمنحه الحياة ،ويحدد ملامحه في خدود الجمل ،دون جهل ، يبعث فيه الروح من شذراته الأديبة في أسراب من شوق الفصول وأشرعة الفضول ، حين يمخر العباب بجلباب الدهشة المنكسرة على غدير الصفات والأمنيات ، ويطل علينا من شرفات القصائد بأبهى وأرق وأعطر المضامين من حين لحين في ثياب البهجة وسرج الفرائد ... لقد حلق بنا العزيز عاصم في عوالمه التي لا تنتهي من وجد الزجل والتراث على مدار الأشعار فكان شعارا للجمال في كل مجال .. وها نحن اليوم نوجز بين أحضان هذا الموجز من سهوله الخصبة وأنهاره العذبة بعض بعض ما أفلحت الأقلام في قطفه من خيره الوثير ومائه الوفير .. فلك كل التقدير أيها الماهر "الخابر" في زقزقة المحابر..