أبو الحب Admin
المساهمات : 474 تاريخ التسجيل : 10/11/2009
| موضوع: جمع بين شعر القادود و رد الصومعة " بقلم : خولة عبد الحكيم الغرياني الأحد 3 أكتوبر 2010 - 14:41 | |
| "
جمع بين شعر القادود و رد الصومعة " " ثواني الرحيل دهر "
عطر الله أيامكم بكل خير أحبتي في الله .. البعد والقرب .. والحب والكره .. والوصال والفراق حالات شعورية تخالط قلب الإنسان . فتراه يحب تارة ليكره أخرى تحت ظرف معين .. ويكون قريبا لشيء ما .. وبعد سبب أو اللاسبب تراه يرحل عنه وهو أيضا حال الفراق و الوصال .. ومنه نرى تعدد أغراض الشعر في جميع مراحله بين : الغزل ، والوصف ، والفخر ، و الهجاء ، والرثاء ، والمدح ، .. إلخ ********* " سأرحل عنك " .. " إليك سأرجع " شعاع شمس صار يدمع العين من كثرة النظر إليه فبين البعد وبين الرجوع يهيم الشعور بكل تفاعل فلا عرفنا هل نحن بالقلوب نهيم ؟ أم ترانا لذاك القلب نفارق ؟ قرأنا جميل الشعر من شاعرنا الرائع : عبد الهادي القادود الذي بللت صفحات شعره نبرة حانية ، وعبرة قاتلة ، تقول بمعنى " الرحيل " فدمع القلم بذاك محاكيا هذا الشجن المتساقط من أشجار الشعور الذي حل عليه خريف البعد فشحب لونه وتهاوى بالسقوط .. حين قرأت هذا الشجن تلقيته بفهم ربما يغاير فهم ما فهمه البعض .. ولي مأرب في هذا لأني أريد أن يثور قلمي ليفيض بالسكب علينا فنقرأ وجها جديدا للردود وأخترت أن يكون ردي من " قلب امرأة ردت في حال غضب " إذ أني لم أعمل العقل هنا ولم يشاركني في القرار .. لأن جملة : " سأرحل عنك " .. هنا السين نسميها سين التسويف ـ إن لم يخب ظني ـ وحين قرأت القصيدة قلت في مكنون نفسي " تهديد من آدم لراحة حواء " .. فلابد من الرد فهي حالة شعورية معتادة ... فلا جدال فيها فآدم يقول وحواء ترد لكي تصفى القلوب .. وطالما أن مضمون القصيد يعنونه " الرحيل " فلا مكان للاستجداء " آدم " طالما أن " حواء " في حالة " ثورة " .. فقلت : لا أبالي إن قـتـلـت قـلـبي فموته أهـون لـو أشقاني فالعيش يطيب براحة بالٍ رحماك من وجع أعياني إني سـأمـيـتـك يـا قـلـبي فـحــبـك قـد كـان أنـانـي أنا فـي حـبي أمـوت حـباً وإن فارقتُ ما عدت تراني فـحـبـنا بالحب أصون أبداً وبالوفاء من فيض تحناني بـالحـب أمـوت لـو تـدري و بـغـيـره تـذبل أفـنـانـي أمـوت و دمعـي مـدفـون مـحـالٌ يـَهـتـزُّ كـياني إلـيـك أبـوح فـلا تعجب بالـبـوح تـرتاح جـناني مشاعري ليست صحراء و فـؤادي لا مـن صـوان إنـي فـي الحب لا أجفو فالـبعـد القـاتـل أعياني لا تـنـسَ إني مسامحة فـبـذلـك قـلـبـي أوصاني نـاديـت عـلـيـك لا ترحل سـتـرجـع هـذا إيـمـانـي يا روحي من كـل رجاء نـاديـتـك دمـعاً أدمـاني هـا نحـن خـلـقـنا في جسد قـلـبـيـن مـا لـهـمــا ثـانـي
وحين أرسل آدم خطابه قائلا : " إليك سأرجع " أزهر القلب بربيع الرجوع ولبس القلب حلته الحمراء مشبعا ومرويا بماء الشوق والحنين لترد حبا قد جمل الخطاب وتعب من صحاري البعد وتعطش من طول الغياب وجاعت العيون لتزود من كحل عين ترد الروح في الأحباب .. وطالما أن حواء قد طيب خاطرها بلسم العودة فطبيعي أن يرق الفؤاد ويخفف من حدة القلم في سكبه ويرد بما هو من رفيف القلوب .. ومع أن " السين " مازالت في رفقت الجملتين إلا أن تقديم كلمة " إليك " أراها قد خفف من الشك في الرجوع وعدمه .. وقصرت في مدة الغياب ليقترب وقت اللقاء . لهذا جعلت الرد هنا مزيجا من حبر العقل وبضع قطرات من حبر القلب فكان الرد كأنه قناعة من حواء بالرجوع بعد ذاك الرحيل .. فقلت : لقلبك تقول بأني الحبيبه فأزهو بحب رحيب الجمال شعورا تزجُّ بجمع الكتيبه بحلو الكلام لتغزو دلالي ومنك بشوق تراني قريبه وحلو الحديث كماء زلال بقرب محال تراني كئيبه وبالبعد عني يطول سؤالي وهذا شعور مميت لهيبه فكن أنت لبـًّا لفحوى مقالي رأيت المزايا بدنيا رحيبه ومنها بعفو أخذت مثالي فعشت وما كنت يوما غريبه وما قلت ضيقا : أريد زوالي وأخفيت دمعا بروح رطيبه فروحي تطول وهذي خصالي فطيبي دواء وبَسْمِـي طبيبه تحن لقلبي .. وترجو منالي أردتُ الحنين لـَعَمْري مصيبه بـقـلـب أراه أهـّم الـرِّجال وتسري بقلبي ينابيع طيبه ولكن أراني كصلب الجبال سؤالا نقشتَ .. أردتَ مجيبه فحقا صدقتَ ..فحبي وصالي وعهدا أخذتُ .. سأبقى لبيبه ولا كره أحوى .. ليربو خلالي
** وفي الختام **
شكرا لشاعرنا الرائع : عبد الهادي القادود .. والشكر أراه موصولا لشعراء صومعتنا الكرام .. على هذه القصائد الرائعة التي انبثق منها ردي المتواضع .. ولا أنسى تحفيز الرائعة : جوزفين .. والغالية : ليلى الحسن .. فهما من سقيتا الفكرة في خاطرتي فلهما ولكم تحياتي العطرة وود يليق | |
|