موضوع: كتاب مفتوح ..للشاعر القادود ..شعراء الصومعه الأربعاء 22 سبتمبر 2010 - 0:32
مهرجان الحرف المنير
.. بيقيننا ندرك أنه سيلبي مناشدة الصحب الخلص ، و يعود إِلينا الشاعر عبد الهادي القادود بعد غياب امطرنا شوق و لهفة ، فاشتقنا الى عبق الرياحين و عطور الكلمه ، مشرعة مخبأَ قلبه - خزان المشاعر- على مصراعيه لرياح الحياة و تقلبات اطوارها و مساراتها ؛ هي ، رياح شعور وأحاسيس ، راودتنا نحن أخوانه ، و ربما راودت فؤاده والفكرة، فغدا لنا و لقرائه و محبيه نسيم شعر ولا ألطف...
أو قل ، قرأناه و سنقرأه حتماً ، إِوار ثورة احتدم في آتون صدره: فانصهر في كور آهاته نغم صبا، يرتاد شغاف القلوب ويداعب الأَرواح بمرح ريشتة رغم الألم ، ليضفي على الوجوه الفرح بلقاء بالأحبة ، دون الاكتراث بالأَوهام وما تحنطَ من أفكار في زمن البؤساء الذين يثرثرون على شاشات الفضائيات ، " فيقولون كل شيء و لا يقولون شيء"و ما اكثرهم في وطننا العربي ، تلك الأفكار المحنطة ، لا يخاف الشاعر القادود منها ، ولكنه ، حتماً ، بانسانيته يخاف عليها. والذي، بالرغم من كل محاولات التطور في الشعر و الأدب ، لازال، لا يريد لها أن تحيا حَلَزونية المسار ، إِنطوائية المسير متعرجه... أو قل في شرنقة تحوكها لها الأَيام و الأنظمة الحاكمة محبسة و الأوهام سجناً، لا حظ لسجينته تلك ، أن تحلم بالخروجِ منه إِلى فضاء الحياة .. فراشة ، تداعب أجنحتها رياح الحرية و تنعم بنور الشمس و عبق الورد ، ويترك لها أن تواجه مصيرها بمواجهة قصائد نور وألسنة لهب من شعره ربما . ..
في حضرة الشعر و ربما ، خوفا على جلاء هيبة حضرة الشعر عن الوجه الوضاح الذي وُهِبَ القوافي المُرِنـَّات و الكلمات المَرِنات ، من لدن خالق الموهبة ، و من قبل حالات أُخر... قد تنتاب الانسان السوي ، فيبرع في كل مطلع و متن .. فمن خزانة المواهب القادودية ، يفوح الخصب متلوياً فوق سحب ترحال الطيف، ليهمي في خضم بحر دفء لا متناه... فهو كالبحار العتيق الماهر الذي يسبر أغوار البحر و يعرف نسبة الملوحة في كل بقعة من لون المياة .. و طبعاً ، لم يكن عبد الهادي مثل غيمة رمادية تبحث عن وطن .. فكان غيثه قصائد و ترانيم في امسيات الوطن المكبل باحتلال غاشم ..و انقسام رهيب ..
أنَّاه الدفينة و أنَّاه الواعية
و ربما ، بل نعتقد : يرى الشاعر عبد الهادي القادود نفسه كما أمثاله ، غير قادر على الإستمرار حي خارج دائرة وجوده و رحابة نفسه . فهو ليبقى نفسه ، يتعمد أن ينادي أناه الغارقة لتشارك أناه الحارقة ، فرحة اللقاء بشاعرها ، على ضفاف الحس في منبرنا الجامع المانع "دنيا الرأي" ، و " القصيدة" ، تمتطي متن مركب من ورق صنعه الطفل الفلسطيني ، تحملها إِليه أمواج من حبر مضيء!
نهواك شاعراً و لا نخاف عليك متمرداً
وهَّاجةٌ .. لهابةٌ .. رهَّاجة حركتك أخي عبد الهادي ، غير أننا في " الصومعة" كما اخوانك و اخواتك في منبر " دنيا الرأي" نهواك شاعراً.. ثائراً، و لا نخاف عليك متمرداً، لأَن رب حراك أدبي و شعري تعمل و نعمل له في وجه واقع أدبي و شعري تريد ان تبدله إِلى أفضل منه تغدو صائب...! و هكذا نريد ..!
ولكن ، التمرد الحق كما تمردك ، له الحظ أن يرتقي بانسانه، لأَنه يبقى رفضاً لواقع لا بديل له الا بالوعي المجتمعي ، و مداده الكلمة الطيبة ...و انت كما أخوانك و اخواتك في المنبر ، تسعى لذلك الوعي المطلوب .
و الشاعر / الأديب ، (كما تعلم و نعلم) إِذا ما وجد نفسه خارجه، ألفاه يسير به خبطَ عشواء و انت ليس كذلك حتماً ، اذ أنك تعرف الابعاد و تدرك المسالك الى الهدف ، وتسقط الوهم و " الانا" النكرة ، و مطلِق الوهم في أغلب الأَحيان، ضحية سائغة بين نياب مصير مبهم، لأنه صريع " الأنا " و ضحية عقلية التزمت ، ناحراً الى التفلت جفاء بعد حين ، مثل رمال متحركة لصحراء حياة رمضاء لاترحم نفسه و لا هو يرحمها !! و الواهم لا يدرك أن بين التفلت و التزمت فجوة مليئة بثقافة الحياة .. شعر و أدب.. أخلاق و مفاهيم ..
عبد الهادي .. اسمح لنا بالقول : هلا بقدومك الكريم و مرحى بك قصيدة شِعر .. في مهرجان الحرف المنير.. فقد طال الانتظار لهذا البوح .. فاسلم لأخوانك و اخواتك .. أهلك و محبيك في " الصومعه " و المنبر .. و من صوبنا سلاماً كثيراً