أبو الحب Admin
المساهمات : 474 تاريخ التسجيل : 10/11/2009
| موضوع: ابو شهاب شاعر الضوء والفرح والحب ..بقلم ابو الحب وزياد ابو لطيف الإثنين 22 فبراير 2010 - 14:00 | |
|
في رحاب الفكر
في حياتك ، قد تقرأ الكثير من القصائد فلا تحرك فيك شعور ، و تقرأ قصيدة شعر فتدخل في أحشائك و الصميم ، تداعب النفس و تلاعب الحدس ، تثير الوجدان أو تحرك فيك مكامن الحنان ، فبين قصيدة و قصيدة الفارق هو نكهة الشعر، انسيابه ، نغماته، مرامية ، و في اي وقت اتى ، و الفكرة كيف ترجمت على الورق !! ، لوحتها زاهية ام قاتمة ، و لا نعني بالزهو هنا حزن أو فرح الحدث او المناسبة ، بل تآلف النص مع النفس و الهوى ، و ربما تخالف المشاعر مع الوقائع .. فتتقبل النص ، تردده ، تحفظه ، كشعور ممانعة لما ورد فيه .. (عفواً فيروز و معذرة ) كمثال يعرفه الجميع .
الحضور المباشر
الا أن الشاعر (أبو شهاب) سهيل كعوش له ميزة الحضور المباشر ، المتمعن، المتمكن ، حيث تجده في شعره خصب القريحة ، فياض المشاعر .. يتميز باللطف دون ان ينسى العنف الدبلوماسي الناعم ، كانه يخوض = الحرب الناعمة = انه يُعَـنِف بلغة دبلوماسية ، بكلمات تجرح و لا تدمي ..و في قصيدته = كونداليزا الحب = يخاطب الحكام بالتصريح ، مبتعداً عن التلميح فيقول لهم = قولاً غليظاً في نفوسهم= و بما في نفوسهم و من ممارساتهم :
فلتستعدوا! كونداليزا الحُبُ جاءتكم بكاساتِ المنيهْ دقوا المزاهرَ وارقصوا في زارِ حضرتها البهيهْ هيا! هلموا! قبّلوا! وجنات كوندا القرمزيهْ ولتحذروا! ان أغضبتْ ذهبت كراسيكم ضحيهْ محاسبة النفس
ابو شهاب شاعر منذ عرفناه لأول مرة على صفحات المنبر بقصيدة عامية رد فيها على صديق اعتقد انه يكتب باسم أبو الحب، و ما بعدها ، اكتشفنا انه يملك الى جانب ملكة الشعر = نعمة الهيمان والملاحقة =... ايقاعاته تقلق خطاه، فيجهد في تركيزها حتى لا تتعثر قدماه ، قلبه مرجة خضراء يتعب في ابعادها وحجبها عن عابري السبيل ليبقيها نظيفة نقية لمن يستحق المطالعة ... فيعقد مع نفسه جلسات المساءلة و المحاسبة بما نسميه = نقد الذات = ، فيقول في لحظات تجلي في قصيدته = انقلاب=
ما لي أرى الدُنيا عني قد انقلبتْ واستفحلَ الخطبُ والاحزانُ تشجيني
وأستعيد حماقاتي وقد هدرتْ ببالغِ العُمرِ هدراً كادَ يُرديني
أو في قصيدته = حوار مع النفس = و كأنه يجلد نفسه أو = الأمارة بالسوء = حيث يلجأ الى = الشعور الصوفي = فلا يكتفي بالمساءلة بل يحدد مسيرته في الحياة ، و يتجه نحو الأكمل و يسعى الى الأفضل :
الليلُ تـَـجرثمَ في الآفاق ِ يثيرُ شــعوراً صــوفيا فهربتُ إلى عُمق ِ الأعماق ِ, خـَلـَصتُ إلى النفس ِ نجيا ــــ أسـتنطقُ نفسـي, أسـألها عن عـهدٍ ماضٍ أثــقلها عن بعض ِ أمورٍ أجهـلها فتــعيدُ المطـلوبَ إلـيا
قصيدته كمياه الينابيع تسير كما تشاء
و في حين آخر ، يبدو مثل قروي بريء ، لا يحب التعقيد حتى ولو كان في العقدة جبال من المعاني، ووديان من الجمالات، ثقافته الفصيحة لم تبعده عن الشعر الشعبي، و نلاحظ ان فطرته الريفية أبعدته عن التفاصح فظل معلقاً بين بوح الفطره وتموجات الفصول... فكثيراً ما يترك أوصافه تنساب على أبيات قصيدته كما تخرج من الذاكرة دون تشذيب او تصحيح وكأنه يؤمن بأن الشعر كمياه الينابيع حينما تخرج من الارض تجري كيفما تريد وحيثما تريد. و لكنها لا تحدد للنهر مجراه.. فلا هو سجين البحورالخليلية التي سبر غورها و اتقنها ، و لا هو رهين الشعر النثري ، و لنلاحظ الخلق السوي الذي انطبع عليه ، فكرسه ليس في الشعر فقط ، بل في مسيرة العمر من خلال الاستقامه ، اذ أنه يعتبر =أذيته للغير أذية له تؤلمه أكثر مما تؤذيهم= فيقول:
قد اجتنبتُ سُعارَ النفسِ في أنَفٍ فلا النفوذُ ولا الاْضواءُ تُغريني
ولا طمعت بأموالٍ ومنفعةٍ ان كانَ فيها أذى للغيرِ تؤذيني
في الشعر تكون الحياة :
الكلمة الشاعرية في رحاب = فكر ابو شهاب = تتخطى في فاعليتها المساحة الشعورية إنها تستهدف كيان الانسان وتوقظه على تجارب جديدة في الوجود... والتوجه الى الكلمة الشعرية نقداً يفترض وجود موقف من الإنسان والوجود... ففي هذا التوجه لا مكان للانطباعات ولا للأحكام الفورية ولا مكان للارتجال...
ولا انحنيتُ لغيرِ اللهِ في زمنٍ قلبي قويُ, عفيفُ النفسِ والدينِ
ولا حسدتُُ أناساً في تنعمهم عطرُ القناعةِ يسري في شراييني
أصانع الناس بالحسنى اذا ظلموا حسي رقيقُ وهم الغيرِ يعنيني
يُنصِتُ السَّامع في وشوشاتِ صرخةُ صَمتِ إِلى همساتِ ضميرٍ صاح إِزاءَ مواقف إِنسانيَّةٍ جمة؛ حيثُ تسترعي انتباهه وِقفات وِجدانيةٌ شتَّى، عامرة بالصدقِ والحميميةِ، على روعةٍ مُلفتةٍ يلوِّنُ الصورة الشعريةَ ، بإِحساسٍ مُرهفٍ، يترك الكلماتِ تنسابُ إِلى مخابئ أَفئدتِنا : لحنًا مُعطَّرًا يُضمِّخُ أَرواحنا الأَثيريّةَ، لتعودَ بنا إِلى لُحيظةِ النشوة الأُولى فوقَ يم الحياة، صفاء طفوليا ونقاوة ضمير ، و اتجاه الى الله !!
ناشدتكَ الله يا من خُضتَ في أدبي اقلع عن الذمِ ان البُغضَ يزريني
اني لاْكرهُ أن أبدو كذي ملقٍ لن أمذقَ الودَ حتى لو تعاديني
يا ربُ! اني قضيت العمرَ في لغبٍ لم أستقر ولا استمتعت في حينِ
اذا أنست الى قومٍ أفارقهم أسقى من البينِ سقياً بالفناجين
أصحو على وجعِ الاْيام يطحنني والليلُ حانُّ عذابَ الوجدِ يسقيني
ثم يفاجئك ، في صرخةُ ضمير وطني و انساني صرخةٌ، ملؤها العِبَر والمواقف، حيثُ تُطالعُنا قصيدة = بنكهته المؤلمة لنفسه = و هو يحكي عن المأساة و التشتت الأسري الفلسطيني سواء في الوطن المذبوح أو في الشتات الفلسطيني في اربع رياح الأرض ..
فيمَ التشردُ والهجرانُ يا وطني هل يُرجعُ الدهرُ بعضاً من أقانيمي؟!
أينَ المفرُ وحكمُ الغابِ فرّقنا يا غُربةَ العُمرِ رفقاً بالمساكينِ
تشتت الشملُ والاحبابُ في بددٍ والبُعدُ ينفثُ سُماً كالثعابينٍ
كيفَ السبيلُ الى اللقيا وقد طبقتْ كواسرُ الارضِ نار الحقدِ ترميني
ثم في قصيدة = فاطمة = لا يبتعد عن مقولة (ظلم الحمير عن الحمير ) و لكنه يأتينا بأَبياتٍ ترسمُ لنا الفقيرَ الَّذي يحيا حُرًّا، مُتفلِّتًا من قيودِ المادَّة، ثم يئن من حاجته اليها ، الَّتي بالمقابلِ، تستعبدُ الغنيَّ الَّذي يصرفُ العُمرَ رَهينَ مالِه جمعًا ومنعًا... فلا يهنأ ولايسمح لمَن حولِه بأَن يهنؤوا!!
لغة العُيون
كذلكَ، فالشَّاعر أبو شهاب ، لا يركُنُ سوى للغة العيون، لِما تحمِل في خفقِ أَهدابِها من أفصح المعاني وأصدقِ التَّعبيرِ بين مد وجزر الجفون حيث تتناغم مع حركة الشفاه بين زم احتجاج أو تعجباً بفتح الفم ، حيثُ تولدُ عوالِمٌ من قلقٍ وصفاء ينتابانِ النَّفسَ الإنسانيةَ ؛... وتنطلقُ الأَرواحُ بتناغُمٍ على رِسلِها... مُرفرفة في أَجواءٍ تصخبُ بآرتعاشاتٍ العاشق المدنف ، المغروم ، الموهوم ، الحذق القلق ، لا تستكينُ ولا تهدأُ!!
عَمِيَت عيونُّ لا تراكِ كما أرى حُسناً, وإشراقاً جميلاً ساحرا
لمَّا ظهَرتِ, ونورُ وجهكِ هَزَّني هَزَّ الحبيبِ مُصَبـِّـحاً ومُبَشِّرا
أحسستُ أني في الجِنان ِ, وأنتِ لي حورية ُّ لبسَت قميصاً أخضرا
ثم يجعلنا نلحق به الى قصيدة أخرى الى حيث نقرأ :
آهِ مِن سِــحر ِ عيون ٍ كفصــــول ٍ تتبدَّل تملأينَ العينَ من حُسن ٍ بطـُــــهر ٍ يتجلل
الشاعر الصديق ابو شهاب، سلك الطريق الصحيح وطرق باب المستحيل واستطاع الولوج، بأمان واطمئنان، الى داخل أسوار الشعر، واضافة ضوء ، بل الضوء الساطع الى منارته ، وهو يأمل ان يظل هناك لينعم بالدفء، ولكي يبقى عبق غرسته الجديدة فواحاً في حدائقه... فأي حبيبة أو= راية حُسْن ٍ = يخاطب هذا البيرق البارق اللماع المترنح مع النسمات و هو على فرقد السمت :
أهفو لبَضِّ الجيدِ, أعشقُ رَشحَهُ*** من حَرِّ شوق ِ الهمس ِ, يرشحُ عنبرا
لهفي على صدر ٍ, أحارُ بِسرِّهِ رُمَّانُ كَرم ٍ بالعَفاف ِ تسورا
لهفي على ثغر ٍ, تلمَّظ َ بالمُنى وعلى رحيق ِ الزهر ِ كيف تقطرا
عندَ التَبسُّم ِ, يُستطابُ رِضابهُ باللؤلؤِ المكنون ِ, يبرقُ مُبهرا
الاعتراف الطوعي
القصائد في صفحات الشاعر سهيل كعوش في =منبر دنيا الوطن = تفسر ذاتها وتقض مضاجع ليل السهارى، حيث تتشكل حروفها من زقزقات عصافير في ذاكرته الحاضرة في نفسيته الجميلة ومن انبعاث نسيماتها العليلة التي تسعد القلوب وتدخل السرور الى النفوس...فيأتيك باليقين في قصيدته = الحب الأخير = ، حيث تراه " يعترف " اختياراً و ليس اجباراً ، دون ضغط أو اكراه ، و من منا لم يمر بالتجربة الانسانية تلك !!؟ ، فهل يكتب عن "حبه الأخير " أم قرأ في دواخلنا يستنبش الاسرار !!؟ .
سَـــقتني ويلها سـودُ الليالي أرتني ذلَّ نفســـي وابتذالي
فخارقة ُ الجمال ِ غَدتْ سَــراباً وأمسَـتْ طيفَ ذِكرى في خيالي
تلاشـــى وجهُ مولاتي وغابت مُكَمَّلـَـة ُ الطهارةِ والجَــلال ِ
فماتَتْ نغمة ُّ عَــزَفتْ لروحي تقاســـيم َ التلاقي والوصال
ثم ، ابو شهاب، شاعر الضوء والفرح والحب الذي لا يسكت، فهو يبحث عن الكلمة الطيبة في كل مكان... في حنايا الورد وفي لهاث الحناجر في ثنايا الجسد. الشعر عنده مرآة النفس، والمرآة هي القصيدة والرغبة الدفينة، تُظهرها عبارة متفرّدة في بيت او في عدة أبيات تكون المفتاح لشرايين العمل الشعري. والأزمنة المتتالية تنحني كلها أمام أفق قصيدة يكتبها ، يحرّكها القلب في شتى نزعاته...
لغته لا تشبه الا ذاتها
ومما لا شك فيه ان مقاربة الشعر معجزة... وشاعرنا دخل من الباب العريض مخترقاً حجب الضياء بآهات الوجد وبوح النسائم، وهو يعلم كُنْهَ الكلمة التي تلهب الاحساس وتحرك المشاعر بإيحاء رباني يتلقفها ويدونها على حرير نقائه فتحملها الانفاس الى أمكنة لا يطأ مطارحها إلا الراسخون في العلم والمتضلعون في اللغة، اللغة التي لا تشبه إلا ذاتها...
الوقفات الوجدانية
ولا يغفلُ الشاعر في خضم وِقفاتِه الوجدانيةِ هذه ، عن تسجيلِ موقفه من الشاعرِ، ومن دوره في رسم العالمِ على هواه ووِفقَ انطباعاته، بريشةٍ مُغايرَة عن تلكَ الَّتي تُمسِكُ بها يدُ البشرِ العاديين... كما وأنهُ يُلوِّنُ دُنياه بأَلوانٍ مُختلفةٍ عن تلك التي تصطبغ بقـتامتها أَيامهم والليالي!! فالدَور الذي اختاره الشّاعر أبو شهاب لنفسه هو أن يصبغَ الحياة بكلماتٍ من صادقِ وجدِه، ممزوجة بماءٍ من نقاوةِ وِجدانِه... ورقيق النَّهداتِ!! و في قصيدته = بطاقة معايده = يفصح :
كلُّ عيدٍ أنتِ أبهى كلُّ عيدٍ أنتِ أجمل يا ملاكاً يتجــلى ظالِمَ الحُسن ِ مُكَمِّل
تنازع مع الشعر و نزع اليه
في كل القصائد التي بحوزتنا ، ابو شهاب تنازع مع الشعر ونزع اليه ، واستقر... وقاوم الطبيعة ليبتكر لها ماهية خاصة، وهو الذي يملك أحساساً مرهفاً، اعتاد أن يكون قريباً من الجميع باسماً متفائلاً، يستشرف المعاني، ينمقها، يهندسها لتصير شعراً يُعبّر عن احواله المتغيرة والمتبدلة = مزاج الشاعر =... وسره انه ينتمي الى حقيقة مخالفة كلياً لحقيقة الواقع الموجع، متأتية من فهمه العميق للحياة، لا يفرق بين ما هو قائم وبين ما سيقوم... بين ما يحبّه هو وما يحبّه الآخرون...
الشاعر لا يشيخ
ابو شهاب ، كما نعتقد يؤمن بأن الجسد هو أداة أو =القميص الفاني= الذي تلبسه الروح ، وأن العذاب هو ظاهرة... والشعر على هذه السوية، تعبير عما هو في الروح، وقد تخطّى كل الحواجز، كما زمن العطاء بزخم كبير فكان أكثر من بداية واكبر من نهاية معتمداً سبيل المعرفة التي يكون فيها الانسان، والتي بغيرها لا يكون، مخاطباً من يحب بلغة مميزة، متحمساً لنهد ولخد ساحر ولعينين ناعستين سابراً عمق اللغة بهمّة تفوق همة الشباب = الشاعر لا يشيخ =
صداقته صادقه
و لكن ما استوقفنا كثيراً = نفسية = ابو شهاب، صدقه ، مصداقيته مع الغير ، ايثاره ، طقوس حب الناس الأسوياء ، مشاعره مع الخلص ، و هنا نقرأ معاً هذه البديعة الأروع يخاطب فيها الزميلة العزيزة الشاعرة صفاء محمد العناني او كما نطلق عليها نحن في = الصومعة = من بعض صفاتها و المحامد = صفاء الوجد = :
اهداء الى صفاء العناني، شعر أبو شهاب
تأخرتِ في رَدِّكِ العاقل ِ ولكنْ أجَبتِ على السائل ِ
وبعد التأني ودرسِ الأمورِ نزلتِ على حُكمكِ العادل ِ
اكتويتِ مراراً بنارِ الخطوبِ فلم تثنِ من عَزمكِ الباسل ِ
وها قد قطعتِ صحارى الظنونِ على ومضِ كوكبها الآفـل ِ
إذا عاكست نفسكِ الأمنياتُ وعزَّ الطريدُ على النابل ِ
وأسرفَ في الجهلِ من تحسبيهِ صــديقاً لإحساسكِ الغافل ِ
فإياكِ من طعناتِ الصديقِ ومن غدرهِ الظالم ِ القاتل ِ
ولا يخدعنَّكِ وهمُ السرابِ فلا ماءَ في وهجهِ الخاتل ِ
سلامُّ لمن صانَ فيكِ العهودَ وروَّاكِ من مُزنهِ الهاطل ِ
وربَّاكِ في ظل ِ بيتٍ كريم ٍ وأسـماكِ في دهرهِ الآمل ِ
صــفاءُّ وودُّ لكلِ صديق ٍ وعصفُّ وويلُّ على الجاهل ِ
أنا يا ابنة َ الأكرمينَ أتيتُ أردُ على ردكِ الفاضـل ِ
ولستُ أبالي لموقفِ حق ٍ ألطـُ وأوصمُ بالباطل ِ
تقرعني أحرفُّ غاضباتُّ وأشتمُ في صفحة العاذل ============= مراجعة: لبيبه السيد و ليلى الحسن.
لبيبه ليست = مستكيلة = اليوم فقد جلب لها نزار القهوة الى المكتب. | |
|